Tuesday, July 28, 2009

تُرى هَل يَرْجِعُ؟؟

مَلَكْنا هذهِ الدُّنيا قُرونا *** وأخضَعَهَا جُدودٌ خالدُونَا

وَسطَّرْنا صحائِفَ مِن ضِياءٍ *** فَما نَسِىَ الزمانُ ولا نَسيِنَا

وَما فتئَ الزمانُ يَدورُ حتَّى *** مَضَى بالمَجدِ قَومٌ آخرونَا

وأصبَحَ لا يُرى في الرَكبِ قَوْمِي *** وَقَد عَاشُوا أئمَّتَهُ سِنينَا

وآلمني وَآلمَ كُلَّ حُرٍّ *** سُؤالُ الدَهر : أينَ المُسلمونا ؟

تُرى هَل يَرْجِعُ الماضي؟ فإني *** أذوب لذلك الماضي حنينا

بنينا حُقبَة في الأرضِ مُلكاً *** يُدعّمُهُ شبابٌ طامحُونا

شباب ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا

إذا شَهِدوا الوغى كانوا حُماةً *** يَدُكّونَ المعاقِلَ والحُصُونَا

وإن جَنَّ المساءُ فلا تَراهُم *** من الإشفاقِ إلاّ ساجدينا

شبابٌ لم تُحَطمُهُ اللّيالي *** ولَمْ يُسْلِم إلى الخَصمِ العَرينا

وَلَمْ تَشْهدُهُمُ الأقْدَاحُ يَوماً *** وقد مَلَؤُوا نَوادَيهُمْ مُجُونَا

وَمَا عَرَفُوا الأغانيَ مَائعاتٍ *** وَلكنَّ العُلى صيغَتْ لُحُونا

وَلَمْ يَتَشَدَّقوا بقُشُورِ عِلْمٍ *** وَلَمْ يَتَقَلَّبُوا في المُلْحِدِينا

وَلَم يَتَبَجَّحُوا في كُل أمْر *** خَطير، كَي يُقَالَ مُثَقَّفُونَا

كَذلكَ أخْرَجَ الإسلامُ قَوْمي *** شباباً مُخْلصا حُرَّا أمينا

وَعَلَّمَهُ الكَرامَة كَيْف تُبنى *** فَيَأبَى أنْ يُقَيَّدَ أو يَهُونا



بعض أبيات من قصيدة "ملكنا هذه الدنيا قرونا"
هاشم الرافعي



"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله" ه

Friday, July 10, 2009

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ *** وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ


وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي *** فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ


وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً *** وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ


وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا *** وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ


تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب *** يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ


ولا تر للأعادي قط ذلا *** فإن شماتة الأعدا بلاء


ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ *** فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ


وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي *** وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ


وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ *** ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ


وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا *** فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ


وأرضُ الله واسعة ً ولكن *** إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ


دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ *** فما يغني عن الموت الدواءُ





دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
الإمام الشافعي
العصر العباسي



"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله" ه