Wednesday, May 20, 2009

أتحبني وأنا ضريرة



قالت لهُ...
أتحبني وأنا ضريرة
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة
الحلوةُ والجميلةُ والمثيرة
ما أنت إلا بمجنون
أو مشفقٌ على عمياء العيون

قالَ...
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي
ولا أتمنى من دنيتي
إلا أن تصيري زوجتي
وقد رزقني الله المال
وما أظنُّ الشفاء مٌحال

قالت...
إن أعدتّ إليّ بصري
سأرضى بكَ يا قدري
وسأقضي معك عمري
لكن..
من يعطيني عينيه
وأيُّ ليلِ يبقى لديه

وفي يومٍ جاءها مُسرِعا
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا
وستوفين بوعدكِ لي
وتكونين زوجةً لي
ويوم فتحت أعيُنها
كان واقفاَ يمسُك يدها
رأتهُ...
فدوت صرختُها
أأنت أيضاً أعمى؟!!
وبكت حظها الشُؤمَ

لا تحزني يا حبيبتي
ستكونين عيوني ودليلتي
فمتى تصيرين زوجتي
قالت...
أأنا أتزوّجُ ضريرا
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا

فبكى
وقال سامحيني
من أنا لتتزوّجيني
ولكن..
قبل أن تترُكيني
أريدُ منكِ أن تعديني

أن تعتني جيداً بعيوني




أتحبني وأنا ضريرة
فراس رمضان


"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله"ه

Thursday, May 14, 2009

هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ


هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ *** وأنْتَ لِكأْسِ المَوْتِ لاَ بُدَّ جارِعُ


ألا أيّها المَرْءُ المُخادِعُ نَفسَهُ *** رُويداً أتَدْرِي مَنْ أرَاكَ تخَادِعُ


ويا جامِعَ الدُّنيا لِغَيرِ بَلاَغِهِ *** سَتَتْرُكُهَا فانظُرْ لِمَنْ أنْتَ جَامِعُ


وَكم قد رَأينا الجامِعينَ قدَ اصْبَحَتْ *** لهم، بينَ أطباقِ التّرابِ مَضاجعُ


لَوْ أنَّ ذَوِي الأبْصَارِ يَرَعُوْنَ كُلَّمَ *** يَرَونَ، لمَا جَفّتْ لعَينٍ مَدامِعُ


فَما يَعرِفُ العَطشانَ مَنْ طالَ رِيُّهُ *** ومَا يَعْرِفُ الشَّبْعانُ مَنْ هُوَ جائِعُ


وَصارَتْ بُطونُ المُرْملاتِ خَميصَةً *** وأيتَامُهُمْ منهمْ طريدٌ وجائعُ


وإنَّ بُطُونَ المكثراتِ كأنَّما *** تنقنقُ فِي أجوافِهِنَّ الضَّفَادِعُ


وتصْرِيفُ هذَا الخَلْقِ للهِ وَحْدَهُ *** وَكُلٌّ إلَيْهِ، لا مَحَالَةَ، راجِعُ


وللهِ فِي الدُّنيَا أعَاجيبُ جَمَّة *** تَدُلّ على تَدْبيرِهِ، وبَدَائِعُ


وللهِ في أسرارُ الأمُورِ وإنْ جَرَتْ *** بها ظاهِراً، بَينَ العِبادِ، المَنافِعُ


وللهِ أحْكَامُ الْقَضَاءِ بِعِلْمِهِ *** ألاَ فهوَ معْطٍ مَا يَشَاءُ ومَانِعُ


ذا ضَنّ مَنْ تَرْجو عَلَيكَ بنَفْعِهِ *** فذَرْهُ، فإنّ الرّزْقَ، في الأرْضِ، واسعُ


وَمَنْ كانَتِ الدّنْيا هَواهُ وهَمَّهُ *** سبَتْهُ المُنَى واستعبدَتْهُ المَطَامِعُ


وَمَنْ عَقَلَ استَحيا، وَأكرَمَ نَفسَه *** ومَنْ قَنِعَ استغْنَى فَهَلْ أنْتَ قَانِعُ


لِكلِّ امرِىء ٍ رأْيَانِ رَأْيٌ يَكُفّهُ *** عنِ الشّيءِ، أحياناً، وَرَأيٌ يُنازِعُ



هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ
أبو العتاهية
العصر العباسي



"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله"