Tuesday, August 4, 2009

قصيدة عصماء

النفس تبكي على الدنيا وقـد علمـت *** أن السعادة فيهـا تـرك مـا فيهـا

لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنهـا *** إلا التي كـان قبـل المـوت يبنيهـا

فـإن بناهـا بخيـر طـاب مسكنـه *** وإن بناهـا بشـر خــاب بانيـهـا

أموالنـا لـذوي الميـراث نجمعهـا *** ودورنـا لخـراب الدهـر نبنيـهـا

أين الملوك التـي كانـت مسلطنـة *** حتى سقاها بكأس المـوت ساقيهـا

فكم مدائن فـي الآفـاق قـد بنيـت *** أمست خرابا وأفنى المـوت أهليهـا

لا تركنـن إلـى الدنيـا ومـا فيهـا *** فالمـوت لا شـك يفنينـا ويفنيهـا

لكل نفـس وإن كانـت علـى وجـل *** مـن المنـيـة آمــال تقويـهـا

المـرء يبسطهـا والدهـر يقبضهـا *** والنفس تنشرهـا والمـوت يطويهـا

إن المـكـارم أخــلاق مطـهـرة *** الديـن أولهـا والعـقـل ثانيـهـا

والعلـم ثالثهـا والحلـم رابعـهـا *** والجود خامسهـا والفضـل ساديهـا

والبـر سابعهـا والشكـر ثامنـهـا *** والصبر تاسعهـا والليـن عاشيهـا

والنفـس تعلـم أنـي لا أصادقـهـا *** ولسـت أرشـد إلا حيـن أعصيهـا

واعمل لدار غـد رضـوان خازنهـا *** والجـار أحمـد والرحمـن ناشيهـا

قصورهـا ذهـب والمسـك طينتهـا *** والزعفـران حشيـش نابـت فيهـا

أنهارها لبن محـض ومـن عسـل *** والخمر يجري رحيقا فـي مجاريهـا

والطير تجري على الأغصان عاكفـة *** تسبـح الله جهـرا فـي مغانيـهـا

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها *** بركعـة فـي ظـلام الليـل يحييهـا




القصيدة العصماء
للإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)



"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله" ه